رأي إسحاق الموصلي فيه وفي مخارق .
أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق قال قلت لأبي إيما أفضل عندك مخارق أو علويه فقال يا بني علويه أعرفهما فهما بما يخرج من رأسه وأعلمهما بما يغنيه ويؤديه ولو خيرت بينهما من يطارح جواري أو شاورني من يستنصحني لما أشرت إلا بعلويه لأنه كان يؤدي الغناء وصنع صنعة محكمة .
ومخارق بتمكنه من حلقه وكثرة نغمه لا يقنع بالأخذ منه لأنه لا يؤدي صوتا واحدا كما أخذه ولا يغنيه مرتين غناء واحدا لكثرة زوائده فيه .
ولكنهما إذا اجتمعا عند خليفة أو سوقة غلب مخارق على المجلس والجائزة لطيب صوته وكثرة نغمه .
حدثني جحظة قال حدثني أبو عبد الله بن حمدون قال حدثني أبي قال اجتمعت مع إسحاق يوما في بعض دور بني هاشم وحضر علويه فغنى أصواتا ثم غنى من صنعته .
صوت .
( ونُبِّئْتُ ليلَى أرسلتْ بشفاعةٍ ... إليَّ فهَلاَّ نَفْسُ ليلى شَفِيعُها ) .
ولحنه ثاني ثقيل فقال له إسحاق أحسنت والله يا أبا الحسن أحسنت ما شئت .
فقام علويه من مجلسه فقبل رأس إسحاق وعينيه وجلس بين يديه وسر بقوله سرورا شديدا ثم قال أنت سيدي وابن سيدي وأستاذي وابن أستاذي ولي إليك حاجة .
قال قل فوالله إني أبلُغُ فيها ما تُحِبّ