تشبيبه ببنت رجل من الدهاقين .
قال ابن حبيب ومر أبو جلدة بقصر من قصور بست ينزله رجل من الدهاقين فرأى ابنته تشرف من أعلى القصر فأنشأ يقول .
( إِنَّ في القَصْرِ ذي الخِبَا بَدْرَ تِمٍّ ... حَسَنَ الدَّلِّ للفُؤاد مُصِيبَا ) .
( وَلِعاً بالخَلُوق يَأْرَجُ منه ... ريحُ رَنْدٍ إذا اسْتَقَلَّ مُنِيبَا ) .
( يَلْبَس الخَزَّ وَالمَطَارِفَ والقَزَّ ... وَعَصْباً من اليَمَانِي قَشِيبَا ) .
( ورأيتُ الحبيبَ يُبْرِزُ كَفًّا ... ما رآه المُحِبُّ إِلاَّ خَضِيبَا ) .
فبلغ ذلك من قوله الدهقان فأهدى له وبره وسأله ألا يذكر ابنته في شعر بعد ذلك .
قال ابن حبيب ولحق أبا جلدة ضيم من بعض الولاة فهتف بقومه فلم يقدروا على منعه منه ولا معونته رهبة للسلطان فهتف بأعلى صوته يا مسمع ابن مالك يا أمير بن أحمر ثم أنشأ يقول .
( ولمّا أنْ رَأيتُ سَرَاةَ قومِي ... سُكوتاً لا يثوبُ لهم زعيمُ ) .
( هتفتُ بمِسْمَعٍ وَصَدَى أمِيرٍ ... وقَبْرِ مُعَمَّرٍ تلك القرومُ ) .
قال فأبكى جميع من حضر وقاموا جميعا إلى الوالي فسألوه في أمره حتى كف عنه .
قال وأمير بن أحمر رجل من بني يشكر وكان سيدا جوادا