معهم وكتب القعقاع إليه يتهدده فكتب إليه أبو جلدة .
( يُهَدِّدني القعقاعُ في غير كُنْهِهِ ... فقلتُ له بَكْرٌ إذا رُمْتَني تُرْسِي ) .
( كأنّا وإيَّاكُمْ إذَا الحربُ بيننا ... أُسودٌ عليها الزَّعْفَرانُ مع الوَرْسِ ) .
( تُرَى كمصابيح الدَّيَاجِي وُجُوهُنا ... إذا ما لُقِينَا والهِرَقْلِيّةِ المُلْسِ ) .
( هناك السُّعودُ السانحاتُ جَرَتْ لنا ... وتجرِي لكم طيرُ البَوَارِحِ بالنَّحْسِ ) .
( وما أنتَ يا قَعْقَاعُ إِلاَّ كَمَنْ مَضَى ... كأنكَ يوماً قد نُقِلتَ إلى الرَّمْسِ ) .
( أظُنّ بِغالَ البُرْدِ تَسْرِي إليكُمُ ... به غَطَفَانِيًّا وإِلاَّ فَمِنْ عَبْسِ ) .
( وإِلاَّ فبالبسّال يا لَكَ إِنْ سَرَتْ ... به غيرَ مَغْموِز القَناة ولا نِكْسِ ) .
( فعُمّالُنا أوْفَى وخيرٌ بَقِيّةً ... وعُمَّالُكم أهلُ الخِيَانِةِ واللَّبْسِ ) .
( وما لبني عَمْروٍ عليّ هَوَادةٌ ... ولا لِلرّبَابِ غيرُ تَعْسٍ من التَّعْسِ ) .
قال فلما انتهت هذه القصيدة إلى القعقاع وجه برسول إلى أبي جلدة وقال انظر فإن كان كتب هذا الكتاب بالغداة فاعزله وإن كان كتبه بالليل فأقرره على عمله ولا تعزله ولا تضربه .
وكان أبو جلدة صاحب شراب فقال للرسول والله ما كتبته إلا بالعشي .
فسأله البينة على ذلك فأتاه بأقوام شهدوا له بما قال فأقره على عمله وانصرف عنه