فقال له اخرج عني لا قرب الله دارك فخرج حتى قدم المدينة فألفى محمد بن عبد الله بن حسن قد خرج فبايعه .
مدح السفاح فأكرمه .
أخبرني عمي الكراني عن العمري عن العتبي عن أبيه قال .
كان أبو عدي الذي يقال له العبلي مجفوا في أيام بني مروان وكان منقطعا إلى بني هاشم فلما أفضت الدولة اليهم لم يبقوا على أحد من بني أمية وكان الأمر في قتلهم جدا إلا من هرب وطار على وجهه .
فخاف أبو عدي أن يقع به مكروه في تلك الفورة فتوارى وأخذ داود بن علي حرمه وماله فهرب حتى أتى أبا العباس السفاح فدخل عليه في غمار الناس متنكرا وجلس حجرة حتى تقوض القوم وتفرقوا وبقي أبو العباس مع خاصته .
فوثب إليه أبو عدي فوقف بين يديه وقال .
( أَلاَ قُلْ للمَنَازل بالسِّتَارِ ... سُقِيتِ الغَيْثَ من دِمَنٍ قِفَار ) .
( فهل لك بَعْدَنا عِلْمٌ بِسَلْمَى ... وأتْرَابٍ لها شبهِ الصِّوار ) .
( أوانِسُ لا عَوَابِسُ جافياتٌ ... عن الخُلُق الجميلِ ولا عَوَارِي ) .
( وفيهنّ ابنةُ القُصَويِّ سَلْمَى ... كَهَمِّ النَّفْسِ مُفْعَمةُ الإزَار )