أنشدكن أبياتا أحدثتها في هذه الأيام قلن بلى فأنشدهن .
صوت .
( يا للرِّجالِ لِهَمٍّ باتَ يَعُروني ... مُستَطْرَفٍ وقَدِيمٍ كاد يُبْلِيني ) .
( مَنْ عاذِري من غريم غيِر ذي عُسُرٍ ... يأبى فيمطُلُني دَينِي ويَلْوِينِي ) .
( لا يُبعِدُ النقدَ مِنْ حقّي فينكرَه ... ولا يُحدِّثُني أنْ سوفَ يَقْضِيني ) .
( وما كشُكرِيَ شكرٌ لو يوافِقُني ... ولا مُنايَ سواه لو يُوافِيني ) .
( أطعتُه وعصيتُ الناس كلَّهُمُ ... في أمرِه وهواه وهو يَعْصِيني ) .
قال فقلن له ما أنصفك هذا الغريم الذي ذكرته وجعلن يتضاحكن وهو يبكي فاستحيت ليلى منهن ورقت له حتى بكت وقامت فدخلت بيتها وانصرف هو .
في الثلاثة الأبيات الأول من هذه الأبيات هزج طنبوري للمسدود قالا في خبرهما هذا وكان للمجنون ابنا عم يأتيانه فيحدثانه ويسليانه ويؤانسانه فوقف عليهما يوما وهما جالسان فقالا له يا أبا المهدي ألا تجلس قال لا بل أمضي إلى منزل ليلى فأترسمه وأرى آثارها فيه فأشفي بعض ما في صدري بها فقالا له فنحن معك فقال إذا فعلتما أكرمتما وأحسنتما فقاما معه حتى أتى دار ليلى فوقف بها طويلا يتتبع آثارها ويبكي ويقف في موضع موضع منها ويبكي ثم قال .
صوت .
( يا صاحِبيّ ألِمَّا بِي بمنزلةٍ ... قد مرّ حينٌ عليها أيُّمَا حينِ ) .
( إني أرَى رَجَعَاتِ الحبّ تَقتُلُني ... وكان في دبدئها ما كان يَكْفِينِي ) .
( لا خيرَ في الحبّ ليسَتْ فيه قَارعَةٌ ... كأنّ صاحبَها في نَزْع مَوتون )