( لِسَانُك من سُكْرٍ ثقيلٌ عن التُّقَى ... ولكنّه بالمُخْزِيات طليقُ ) .
( وأنتَ حَقيقٌ يا أُقَيْشِرُ أن تُرَى ... كذاك إذا ما كنتَ غيرَ مُفِيقِ ) .
( تَسَفُّ من الصهباء صِرفاً تَخالُها ... جَنَى النَّحلِ يُهْدِيه إليكَ صديقُ ) .
فبلغ الأقيشر قول المحاربي وكان يكنى أبا الذيال فأجابه فقال .
( عَدمْت أبَا الذيَّالِ من ذِي نَوَالةٍ ... له في بيوتِ العاهراتِ طريقُ ) .
( أبِالخَمْرِ عَيَّرْتَ أمْرَأً ليس مُقْلِعاً ... وذلك رأيٌ لو عَلِمْتَ وثيقُ ) .
( سأشرَبُها ما دُمْتُ حيّاً وإن أمُتْ ... ففي النَّفْسِ منها زَفرةٌ وشهيقُ ) .
شعر له في توبته من الخمر .
أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعي قال حدثنا عمر بن شبة قال .
بلغني أن الرشيد سمع ليلة رجلا يغني .
( إنْ كانتِ الخمرُ قد عَزّتْ وقد مُنِعتْ ... وحال من دونها الإسلامُ والحَرَجُ ) .
( فقد أباكِرُها صِرْفاً وأشْربَهُا ... أَشْفِي بها غُلَّتِي صِرْفاً وأمْتَزِجُ ) .
( وقد تقومُ على رأسي مُغَنِّيةٌ ... لها إذا رَجَّعَتْ في صوتها غُنُجُ ) .
( وترفَع الصوتَ أحياناً وتَخْفِضُه ... كما يَطِنّ ذُبَابُ الرَّوْضةِ الهَزِجُ ) .
قال فوجه في أثر الصوت من جاءه بالرجل وهو يرعد فقال لا ترع فإنما أعجبني حسن صوتك .
فقال والله يا أمير المؤمنين ما تغنيت بهذا الشعر إلا وأنا قد تبت من شرب النبيذ وهذا شعر يقوله الأقيشر في توبته من النبيذ .
فقال له الرشيد وما حملك على تركه قال خشية الله .
وإني فيه يا أمير المؤمنين كما قال زيد بن ظبيان