وأنا أسقيك منه ثم وضع له أنبوبا من قصب في الثقب وصب فيه نبيذا من داخل والشرطي يشرب من خارج الباب حتى سكر .
فقال الأقيشر .
( سأل الشُّرْطِيُّ أن نَسْقِيَه ... فَسَقيناه بأنبوب القَصَبْ ) .
( إنما نشرَب من أموالنا ... فسَلُوا الشُّرْطِيِّ ما هذا الغضب ) .
أخبرني عمي عن الكراني عن قعنب بن المحرز وحدثنا محمد بن خلف عن أبي أيوب المديني عن قعنب بن الهيثم بن عدي قال .
كان قيس بن محمد بن الأشعث ضرير البصر فأتاه الأقيشر فسأله فأمر قهرمانه فأعطاه ثلاثمائة درهم فقال لاأريدها جملة ولكن مر القهرمان أن يعطيني في كل يوم ثلاثة دراهم حتى تنفذ .
فكان يأخذها منه فيجعل درهما لطعامه ودرهما لشرابه ودرهما لدابة تحمله إلى بيوت الخمارين .
فلما نفذت الدراهم أتاه الثانية فسأله فأعطاه وفعل مثل ذلك وأتاه الثالثة فأعطاه وفعل مثل ذلك وأتاه الرابعة فسأله .
فقال له قيس لا أبا لك كأنك قد جعلت هذا خراجا علينا .
فانصرف وهو يقول .
( ألم تَرَ قيسالأَكْمَهَ ابنَ محمد ... يقول ولا تلقَاه للخير يَفْعَلُ ) .
( رأيتُكَ أعمَى العَيْنِ والقلبِ مُمْسِكاً ... وما خيرُ أعمى العينِ والقلب يبخَلُ ) .
( فلو صَمَّ تَمّتْ لَعْنةُ الله كلُّها ... عليه وما فيه من الشرِّ أفضلُ ) .
فقال قيس لو نجا أحد من الأقيشر لنجوت منه .
اخبرني أبو الحسن الأسدي عن العنزي عن محمد بن معاوية قال .
اختصم قوم بالكوفة في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي فقالوا نجعل بيننا أول من يطلع علينا .
فطلع الأقيشر عليهم وهو سكران .
فقال بعضهم