وصفرة وإذا هم متعلقون به فسألت عنه فقيل لي هذا قيس المجنون خرج به أبوه يستجير له بالبيت وهو على أن يأتي به قبر رسول اللهليدعو له هناك لعله يكشف ما به فإنه يصنع بنفسه صنيعا يرحمه منه عدوه يقول أخرجوني لعلني أتنسم صبا نجد فيخرجونه فيتوجهون به نحو نجد ونحن مع ذلك نخاف أن يلقي نفسه من الجبل فإن شئت الأجر دنوت منه فأخبرته أنك أقبلت من نجد فدنوت منه وأقبلوا عليه فقالوا له يا أبا المهدي هذا الفتى أقبل من نجد فتنفس تنفسة ظننت أن كبده قد انصدعت ثم جعل يسألني عن واد واد وموضع موضع وأنا أخبره وهو يبكي أحر بكاء وأوجعه للقلب ثم أنشأ يقول .
( ألا ليت شِعري عن عُوَارِضَتَيْ قناً ... لطول الليالِي هل تغيَّرتَا بعدِي ) .
( وهل جارتانا بالبَتِيل إلى الِحمَى ... على عَهْدِنا أم لم تَدُوما على العهدِ ) .
( وعن عُلُوِيَّاتِ الرياح أذا جرتْ ... بريح الخُزَامَى هل تَهُبُّ على نجد ) .
( وعن أُقْحُوانِ الرمل ما هو فاعلٌ ... إذا هو أَسْرَى ليلةً بِثَرىً جَعد ) .
( وهل أنفُضَنَّ الدهرَ أفنانَ لِمَّتي ... على لاحقِ المتنينِ مُندَلِقِ الوَخْدِ )