فيدفن منه على مسيرة كل يوم مزادة ثم يغير عليهم فيطلبونه فيركب بهم المفازة وإنما كان يتعمد حمارة القيظ وشدة الحر فإذا ركب المفازة رجعوا عنه .
أخبرني حرمي عن الزبير عن يحيى بن المقدام الربعي عن عمه موسى بن يعقوب قال .
دخل عبد الله بن مروان على زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية فرأى عندها امرأة بدوية أنكرها فقال لها من أنت قالت أنا الوالهة الحرى ليلى الأخيلية .
قال أنت التي تقولين .
( أرِيقتْ جِفانُ ابنِ الخَليعِ فأصبحتْ ... حِياضُ النَّدَى زَالَتْ بهنّ المراتبُ ) .
( فعُفَاتهُ لهفى يطوفون حوله ... كما انقضّ عرشُ البئر والوِرْدُ عاصبُ ) .
قالت أنا التي أقول ذلك .
قال فما أبقيت لنا قالت الذي أبقاه الله لك .
قال وما ذاك قالت نسبا قرشيا وعيشا رخيا وامرة مطاعة .
قال أفردته بالكرم قالت أفردته بما أفرده الله به .
فقالت عاتكة إنها قد جاءت تستعين بنا عليك في عين تسقيها وتحميها لها .
ولست ليزيد إن شفعتها في شيء من حاجاتها لتقديمها أعرابيا حلفا على أمير المؤمنين .
قال فوثبت ليلى فقامت على رجلها واندفعت تقول .
( ستَحْمِلُني ورَحْلي ذاتُ وَخْدٍ ... عليها بنتُ آباءٍ كرامِ )