قال ابن عائشة وحدثني أبي أن عائشة بنت طلحة وفدت على هشام فقال لها ما أوفدك قالت حبست السماء المطر ومنع السلطان الحق .
قال فإني أبل رحمك وأعرف حقك ثم بعث إلى مشايخ بني أمية فقال إن عائشة عندي فاسمروا عندي الليلة فحضروا فما تذاكروا شيئا من أخبار العرب وأشعارها وأيامها إلا أفاضت معهم فيه وما طلع نجم ولا غار إلا سمته .
فقال لها هشام أما الأول فلا أنكره وأما النجوم فمن أين لك قالت أخذتها عن خالتي عائشة .
فأمر لها بمائة ألف درهم وردها إلى المدينة .
خبرها مع النميري الشاعر .
أخبرني عمي عن الكراني عن المغيرة بن محمد المهلبي عن محمد بن عبد الوهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله قال حدثني ابن عمران البزازي قال .
لما تأيمت عائشة بنت طلحة كانت تقيم بمكة سنة وبالمدينة سنة تخرج إلى مال لها بالطائف عظيم وقصر لها فتتنزه وتجلس فيه بالعشيات فتناضل بين الرماة .
فمر بها النميري الشاعر فسألت عنه فنسب لها فقالت ائتوني به .
فقالت له لما أتوها به أنشدني مما قلت في زينب فامتنع وقال ابنة عمي وقد صارت عظاما بالية .
قالت أقسمت لما فعلت .
فأنشدها قوله .
( نزلنَ بفَخٍِّ ثم رُحْنَ عشيّةً ... يُلَبِّين للرحمن مُعْتَمِرات )