قد تغير لونه وساءت هيئته فأدنى ناقته من ناقتي حتى خالف بين أعناقهما ثم عانقني وبكى حتى اشتد بكاؤه .
فقلت ما وراءك قال برح العذل وطول المطل ثم أنشأ يقول .
( لئن كانت عُدَيَّةُ ذاتَ لُبٍّ ... لقد علمتْ بأنّ الحبّ داء ) .
( ألم تنظُرْ إلى تغيير جسمي ... وأنِّي لا يفارقُني البكاء ) .
( ولو أنِّي تكلّفتُ الذي بي ... لقَفَّ الكَلْمُ وانكشف الغطاء ) .
( فإنّ معاشري ورجال قومي ... حُتُوفُهم الصّبابةُ واللِّقاء ) .
( إذا العُذْرِيُّ مات خَليَّ ذَرْعٍ ... فذاك العبدُ يبكيه الرِّشاء ) .
فقلت يا أبا المسهر إنها ساعة تضرب إليها أكباد الإبل من شرق الأرض وغربها .
فلو دعوت الله كنت قمنا أن تظفر بحاجتك وأن تنصر على عدوك .
قال فتركني وأقبل على الدعاء .
فلما نزلت الشمس للغروب وهم الناس أن يفيضوا سمعته يتكلم بشيء فأصغيت إليه فإذا هو يقول .
( يا رَبَّ كلِّ غَدْوةٍ ورَوْحهْ ... من مُحْرِمٍ يشكو الضُّحَى ولَوْحَهْ ) .
( أنت حسيبُ الخَلْق يومَ الدَّوْحهْ ... ) .
عمر بن أبي ربيعة يسعى لزواج الجعد بن مهجع من عشيقته .
فقلت له وما يوم الدوحة قال والله لأخبرنك ولو لم تسألني .
فيممنا