العرب إذ خرجت بنا هاربا .
قال فكيف أفعل وقد جاءنا ما لا طاقة لنا به فما الرأي قال نرجع الى شعب جبلة فنحرز النساء والضعفة والذراري والأموال في رأسه ونكون في وسطه ففيه ثمل أي خصب وماء .
فإن أقام من جاءك أسفل أقاموا على غير ماء ولا مقام لهم وإن صعدوا عليك قاتلتهم من فوق رؤوسهم بالحجارة فكنت في حرز وكانوا في غير حرز وكنت على قتالهم أقوى منهم على قتالك .
قال هذا والله الرأي فأين كان هذا عنك حين استشرت الناس قال إنما جاءني الآن .
قال الأحوص للناس ارجعوا فرجعوا .
ففي ذلك يقول نابغة بني جعدة .
( ونحن حَبَسْنا الحَيَّ عَبْساً وعامراً ... لحسَّانَ وابنِ الجَوْنِ إذ قيل أقْبِلاَ ) .
( وقد صَعِدتْ وادي بِحَارٍ نساؤهم ... كإصْعادِ نَسْرٍ لا يرومون منزلاَ ) .
( عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ فصادفوا ... من الهَضْبةِ الحمراءِ عِزًّا ومَعْقِلا ) .
الضروس الناقة العضوض فدخلوا شعب جبلة وجبلة هضبة حمراء بين الشريف والشرف .
والشريف ماء لبني نمير .
والشرف ماء لبني كلاب .
وجبلة جبل عظيم له شعب عظيم واسع لا يؤتى الجبل إلا من قبل الشعب والشعب متقارب المدخل وداخله متسع وبه اليوم عرينة من بجيلة .
فدخلت بنو عامر شعبا منه يقال له مسلح فحصنوا النساء والذراري والأموال في رأس الجبل وحلؤوا الإبل عن الماء واقتسموا الشعب بالقداح فأقرع بين القبائل في شظاياه فخرجت بنو تميم ومعهم بارق حي من الأزد حلفاء يومئذ لبني نمير .
وبارق هو سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن