النقيبة فأخبروه الخبر .
فقال لهم الأحوص قد كبرت فما أستطيع أن أجيء بالحزم وقد ذهب الرأي مني ولكني إذا سمعت عرفت فأجمعوا آراءكم ثم بيتوا ليلتكم هذه ثم اغدوا علي فاعرضوا علي آراءكم ففعلوا .
فلما أصبحوا غدوا عليه فوضعت له عباءة بفنائه فجلس عليها ورفع حاجبيه عن عينيه بعصابة ثم قال هاتوا ما عندكم .
فقال قيس بن زهير العبسي بات في كنانتي الليلة مائة رأي .
فقال له الأحوص يكفينا منها رأي واحد حازم صليب مصيب هات فانثر كنانتك .
فجعل يعرض كل رأي رآه حتى أنفد .
فقال له الأحوص ما أرى بات في كنانتك الليلة رأي واحد .
وعرض الناس آراءهم حتى أنفدوا .
فقال ما أسمع شيئا وقد صرتم إلي احملوا أثقالكم وضعفاءكم ففعلوا ثم قال احملوا ظعنكم فحملوها ثم قال اركبوا فركبوا وجعلوه في محفة وقال انطلقوا حتى تعلوا في اليمين فإن أدرككم أحد كررتم عليه وإن أعجزتموهم مضيتم .
فسار الناس حتى أتوا وادي بحار ضحوة فإذا الناس يرجع بعضهم على بعض .
فقال الأحوص ما هذا قيل هذا عمرو بن عبد الله بن جعدة في فتيان من بني عامر يعقرون بمن أجاز بهم ويقطعون بالنساء حواياهن .
فقال الأحوص قدموني فقدموه حتى وقف عليهم فقال ما هذا الذي تصنعون قال عمرو أردت أن تفضحنا وتخرجنا هاربين من بلادنا ونحن أعز العرب وأكثرهم عددا وجلدا وأحدهم شوكة تريد أن تجعلنا موالي في