( إنّنا لا نُسَرُّ في غير نَجْدٍ ... إنّ فِينا بها فتىً خَزْرَجِيَّا ) .
( يدفَع الضَّيْمَ والظُّلاَمةَ عنها ... فَتَجافَيْ عنه لنا يامَنِيّا ) .
( أَبْلِغِ الحارثَ بنَ ظالمٍ الرِّعدِيدَ ... والناذرَ النُّذُور عَلَيّا ) .
( أنما يَقْتُل النِّيَامَ ولا يقتلُ ... يَقْظانَ ذا سلاحٍ كَمِيّا ) .
( ومَعِي شِكّتي مَعَابِلُ كالجَمْرِ ... وأعددتُ ضارماً مَشْرَفِيّا ) .
( لو هبطتَ البلادّ أَنْسيتُك القتلَ ... كما يُنْسِىء النَّسِيء النَّسِيا ) .
شعر الحارث بعد أن انخذل عمرو عنه .
قال فلما بلغ الحارث شعره هذا ازداد حنقا وغيظا فسار حتى أتى ديار بني الخزرج ثم دنا من قبة عمرو بن الإطنابة ثم نادى أيها الملك أغثني فإني جار مكثور وخذ سلاحك فأجابه وخرج معه .
حتى إذا برز له عطف عليه الحارث وقال أنا أبو ليلى فاعتركا مليا من الليل .
وخشي عمرو أن يقتله الحارث فقال له يا حار إني شيخ كبير وإني تعتريني سنة فهل لك في تأخير هذا الأمر إلى غد فقال هيهات ومن لي به في غد فتجاولا ساعة ثم ألقى عمرو الرمح من يده وقال يا حار ألم أخبرك أن النعاس قد يغلبني قد سقط رمحي فاكفف فكف .
قال أنظرني إلى غد .
قال لا أفعل .
قال فدعني آخذ رمحي .
قال خذه .
قال أخشى أن تعجلني عنه أو تفتك بي إذا أردت أخذه .
قال وذمة ظالم لا أعجلتك ولا قاتلتك ولا