قال فلما بلغ قوله الأسود خلى عنهم .
ولحق الحارث بمكة وانتمى إلى قريش وذلك قوله .
( وما قَوْمِي بثَعْلَبةَ بنِ سَعْدٍ ... ولا بفَزَارةَ الشُّعْرِ الرِّقابَا ) .
( وقَوْمِي إنْ سألتِ بنو لُؤَيٍّ ... بمكّةَ عَلَّمُوا مُضَرَ الضِّرَابا ) .
قال فزوده وحمله رواحة الجمحي على ناقة فذلك قوله .
( وهَشَّ رَوَاحةُ الجُمَحِيُّ رَحْلِي ... بناجيةٍ ولم يَطْلُبْ ثَوَابَا ) .
( كأنّ الرَّحْلَ والأنساعَ منها ... ومِيثَرتِي كُسِينَ أَقَبَّ جَابَا ) .
خبر مقتله .
يروى حش وهش وهما لغتان .
وحش سوى قال فلحق الحارث بالشام بملك من ملوك غسان يقال هو النعمان ويقال بل هو يزيد بن عمرو الغساني فأجاره .
وكانت للملك ناقة محماة في عنقها مدية وزناد وصرة ملح وإنما يختبر بذلك رعيته هل يجترىء عليه أحد منهم .
ومع الحارث أمرأتان فوحمت إحدى امرأتيه قال أبو عبيدة وأصابت الناس سنة شديدة فطلبت الشحم إليه .
قال ويحك وأنى لي بالشحم والودك .
فألحت عليه فعمد إلى الناقة فأدخلها بطن واد فلب في سبلتها أي