والملحاء كتيبة الأسود فأبت عجل أن تخفره فقاتلوه فامتنعت بنو عجل .
فقال الحارث بن ظالم في الكندي وفيهم .
( يُكَلِّفُني الكِنْدِيُّ سَيْرَ تَنُوفةٍ ... أكابِدُ فيها كلَّ ذِي صُبَّةٍ مُثْرِي ) .
الصبة قطعة من الغنم أو بقية منها .
( وأقبلَ دُوني جَمْعُ ذُهْلٍ كأنّني ... خَلاَةٌ لِذُهْلٍ والزَّعانِفِ من عَمْرِو ) .
( ودُونِيَ رَكْبٌ من لُجَيْمٍ مُصَمِّمٌ ... وزَبّانُ جارِي والخَفِيرُ على بَكْرِ ) .
( لَعَمْرِيَ لا أخشَى ظُلاَمةَ ظالمٍ ... وسَعْدُ بن عِجْلٍ مُجْمِعون على نَصْرِي ) .
قال أبو عبيدة ثم قال لهم الحارث إني قد اشتهر أمري فيكم ومكاني وأنا راحل عنكم .
فارتحل فلحق بطيىء .
فقال الحارث في ذلك .
( لَعَمْرِي لقد حلّتْ بِيَ اليومَ ناقتي ... إلى ناصرٍ من طيّىء غيرِ خاذلِ ) .
( فأصبحتُ جاراً للمَجَرّةِ منهمُ ... على باذخٍ يعلو على المُتَطاوِلِ ) .
قال أبو عبيدة وحدثني أبو حية ان الأسود حين قتل الحارث خالدا سأل عن أمر يبلغ منه .
فقال له عروة بن عتبة إن له جارات من بلي بن عمرو ولا أراك تنال منه شيئا أغيظ له من أخذهن وأخذ أموالهن فبعث الأسود فأخذهن واستاق أموالهن .
فبلغ ذلك الحارث فخرج من الحين فانساب في غمار الناس حتى عرف موضع جاراته ومرعى إبلهن فأتى الإبل فوجد حالبين يحلبان ناقة لهن يقال لها اللفاع وكانت لبونا كأغزر الإبل إذا حلبت اجترت ودمعت عيناها وأصغت برأسها وتفاجت تفاج البائل وهجمت في