( أخالدُ قد نَبَّهْتَني غيرَ نائمٍ ... فلا تَأْمَنَنْ فَتْكِي يَدَ الدهرِ واحْذَرِ ) .
( أعيَّرْتَني أنْ نِلْتَ منّا فوارساً ... غداةَ حُرَاضٍ مثلَ جِنَّانِ عَبْقَرِ ) .
( أصابهمُ الدّهرُ الخَتُورُ بخَتْرِهِ ... ومَنْ لا يَقِ اللهُ الحوادثَ يَعْثُرْ ) .
( فعلّك يوماً أن تنوء بضَرْبةٍ ... بكفِّ فتًى من قومه غير جَيْدَرِ ) .
( يُغِصّ بها عُلْيَا هَوازِنَ والمُنَى ... لقاءُ أبي جَزْءٍ بأبيضَ مِبْتَرِ ) .
قال فبلغ خالد بن جعفر قوله فلم يحفل به .
فقال عبد الله بن جعدة وهو ابن أخت خالد وكان رجل قيس رأيا لابنه يا بني ائت أبا جزء فأخبره أن الحارث بن ظالم سفيه موتور فأخف مبيتك الليلة فإنه قد غلبه الشراب .
فإن أبيت فاجعل بينك وبينه رجلا ليحرسك .
فوضعوا رجلا بإزائه ونام ابن جعدة دون الرجل وخالد من خلف الرجل .
وعرف أن ابن عتبة وابن جعدة يحرسان خالدا .
فأقبل الحارث فانتهى إلى ابن جعدة فتعداه ومضى إلى الرجل وهو يحسبه خالدا فعجنه بكلكله حتى كسره وجعل يكدمه لا يعقل فخلى عنه والرجل تحته ومضى إلى خالد وهو نائم فضربه بالسيف حتى قتله .
فقال لعروة أخبر الناس أني قتلت خالدا .
وقال في ذلك