المستطعم تعالك اللجم في أشداقها تدور على مذاودها كأنما يقضمن حصى .
قال خالد زعم الحارث أبيت اللعن أن تلك الخيل خيله وخيل آبائه .
فغضب النعمان عند ذلك على الحارث بن ظالم .
فلما أمسوا اجتمعوا عند قينة من أهل الجيرة يقال لها بنت عفزر يشربون .
فقال خالد تغني .
( دارٌ لهندٍ والرَّبَابِ وفَرْتَنَى ... ولَمِيسَ قَبْلَ حوادثِ الأيّامِ ) .
وهن خالات الحارث بن ظالم فغضب الحارث بن ظالم حتى امتلأ غيظا وغضبا وقال ما تزال تتبع أولى بآخرة .
قال أبو عبيدة ثم إن النعمان بن المنذر دعاهم بعد ذلك وقدم لهم تمرا فطفق خالد بن جعفر يأكل ويلقي نوى ما يأكل من التمر بين يدي الحارث .
فلما فرغ القوم قال خالد بن جعفر أبيت اللعن انظر إلى ما بين يدي الحارث بن ظالم من النوى ما ترك لنا تمرا إلا أكله .
فقال الحارث أما أنا فأكلت التمر وألقيت النوى وأما أنت فأكلته بنواه فغضب خالد وكان لا ينازع فقال أتنازعني يا حارث وقد قتلت حاضرتك وتركتك يتيما في حجور النساء .
فقال الحارث ذلك يوم لم أشهده وأنا مغن اليوم بمكاني .
قال خالد فهلا تشكر لي إذ قتلت زهير بن جذيمة وجعلتك سيد غطفان .
قال بلى أشكرك على ذلك .
فخرج الحارث بن ظالم إلى بنت عفزر فشرب عندها وقال لها تغني .
( تَعَلَّمْ أبَيْتَ اللَّعْنَ أنِّيَ فاتكٌ ... من اليومِ أو مِنْ بعدِه بابن جَعْفَرِ )