هند فاستعدوه على بكر وقالوا غدرتم ونقضتم العهد وانتهكتم الحرمة وسفكتم الدماء .
وقالت بكر أنتم الذين فعلتم ذلك قذفتمونا بالعضيهة وسمعتم الناس بها وهتكتم الحجاب والستر بادعائكم الباطل علينا .
قد سقيناهم إذ وردوا وحملناهم على الطريق إذ خرجوا فهل علينا إذ حار القوم وضلوا ويصدق ذلك قول الحارث بن حلزة .
( لم يَغُرُّوكُمُ غُرُوراً ولكن ... يَرفَع الآلُ جِرْمَهم والضَّحاءُ ) .
ابو عمرو الشيباني يعجب لارتجاله معلقته في موقف واحد .
وقال يعقوب بن السكيت كان أبو عمرو الشيباني يعجب لارتجال الحارث هذه القصيدة في موقف واحد ويقول لو قالها في حول لم يلم .
قال وقد جمع فيها ذكر عدة من أيام العرب عير ببعضها بني تغلب تصريحا وعرض ببعضها لعمرو بن هند فمن ذلك قوله .
( أعلينا جُنَاحُ كِنْدَةَ أن يغنَمَ ... غازيهمُ ومِنّا الجزاءُ ) .
قال وكانت كندة قد كسرت الخراج على الملك فبعث اليهم رجالا من بني تغلب يطالبونهم بذلك فقتلوا ولم يدرك بثأرهم فعيرهم بذلك .
هكذا ذكر الأصمعي .
وذكر غيره أن كندة غزتهم فقتلت وسبت واستاقت فلم يكن في ذلك منهم شيء ولا أدركوا ثأرا .
قال وهكذا البيت الذي يليه وهو