قفي قبل التفرق يا ظعينا .
وغير الأصمعي ينكر ذلك وينكر أنه السبب في قول عمرو بن كلثوم .
وذكر ابن الكلبي عن أبيه ان الصلح كان بين بكر وتغلب عن المنذر بن ماء السماء وكان قد شرط أي رجل وجد قتيلا في دار قوم فهم ضامنون لدمه وإن وجد بين محلتين قيس ما بينهما فينظر أقربهما إليه فتضمن ذلك القتيل .
وكان الذي ولي ذلك واحتمى لبني تغلب قيس بن شراحيل بن مرة بن همام .
ثم إن المنذر أخذ من الحيين أشرافهم وأعلامهم فبعث بهم إلى مكة فشرط بعضهم على بعض وتواثقوا على ألا يبقي واحد منهم لصاحبه غائلة ولا يطلبه بشيء مما كان من الآخر من الدماء .
وبعث المنذر معهم رجلا من بني تميم يقال له الغلاق .
وفي ذلك يقول الحارث بن حلزة .
( فهَلاَّ سَعَيْتَ لصُلْح الصَّدِيِقِ ... كصُلح ابن مَارِيةَ الأقصم ) .
( وقَيْسٌ تداركَ بَكْرَ العِرَاقِ ... وتَغْلِبَ من شرِّها الأعظم ) .
( وبيتُ شَرَاحيلَ في وائلٍ ... مكانَ الثُرَيَّا من الأَنْجُمِ ) .
( فأصلَح ما أفسدوا بينهم ... كذلك فِعْلُ الفتى الأكرم ) .
ابن مارية هو قيس بن شراحيل .
ومارية أمه بنت الصباح بن شيبان من بني هند .
فلبثوا كذلك ما شاء الله وقد أخذ المنذر من الفريقين رهنا بأحداثهم فمتى التوى أحد منهم بحق صاحبه أقاد من الرهن .
فسرح النعمان ابن المنذر ركبا من بني تغلب إلى طيىء في أمر من أمره فنزلوا بالطرفة وهي لبني شيبان وتيم اللات .
فذكروا أنهم أجلوهم عن الماء وحملوهم على المفازة فمات القوم عطشا .
فلما بلغ ذلك بني تغلب غضبوا وأتوا عمرو بن