الناس لمعروف وقد يئس مني أن أقدم عليه لما يعرف من انقطاعي إلى جبلة .
فخرجت في السنة التي كنت أقيم فيها بالمدينة حتى قدمت على الحارث وقد هيأت مديحا .
فقال لي حاجبه وكان لي ناصحا إن الملك قد سر بقدومك عليه وهو لا يدعك حتى تذكر جبلة .
فإياك أن تقع فيه فإنه يختبرك فإنك إن وقعت فيه زهد فيك وإن ذكرت محاسنه ثقل عليه فلا تبتدىء بذكره فإن سألك عنه فلا تطنب في الثناء عليه ولا تعبه امسح ذكره مسحا وجاوزه .
وإنه سوف يدعوك الى الطعام وهو يثقل عليه أن يؤكل طعامه أو يشرب شرابه فلا تضع يدك في شيء حتى يدعوك إليه .
قال فشكرت له ذلك .
ثم دعاني فسألني عن البلاد والناس وعن عيشنا في الحجاز وكيف ما بيننا من الحرب وكل ذلك أخبره حتى انتهى الى ذكر جبلة فقال كيف تجد جبلة فقد انقطعت إليه وتركتنا فقلت له إنما جبلة منك وأنت منه فلم أجر معه في مدح ولا ذم وفعلت في الطعام والشراب كما قال لي الحاجب .
قال ثم قال لي الحاجب قد بلغني قدوم النابغة وهو صديقه وآنس به وهو قبيح أن يجفوك بعد البر فاستأذنه من الآن فهو أحسن .
فاستأذنته فأذن لي وأمر لي بخمسمائة دينار وكسا وحملان فقبضتها وانصرفت إلى أهلي .
صوت .
( ملوكٌ وإخوانٌ إذا ما لَقِيتُهمْ ... أُحَكَّمُ في أموالهم وأقَرَّبُ ) .
( ولكنّني كنتُ امرأً لِيَ جانبٌ ... من الأرض فيه مُسترادٌ ومطلب ) .
الغناء لإبراهيم ثقيل أول .
الجانب هنا المتسع من الأرض .
والمستراد المختلف يذهب فيه ويجيء ويقال راد الرجل لأهله إذا خرج رائدا لهم في طلب الكلإ ونحوه .
ثم ذكر مستراده فقال ملوك وإخوان .
ومن القصيدة العينية