قبلهما .
فذكرت ذلك للنعمان فعلم أنه النابغة .
ثم ألقى عليها شعره هذا وسألها أن تغنيه به إذا أخذت فيه الخمر ففعلت فأطربته فقال هذا شعر علوي هذا شعر النابغة .
قال ثم خرج في غب سماء فعارضه الفزاريان والنابغة بينهما قد خضب بحناء فقنأ خضابه .
فلما رآه النعمان قال هي بدم كانت أحرى أن تخضب .
فقال الفزاريان أبيت اللعن لا تثريب قد أجرناه والعفو أجمل فأمنه وأستنشده أشعاره .
فعند ذلك قال حسان بن ثابت .
فحسدته على ثلاث لا أدري على أيتهن كنت له أشد حسدا على إدناء النعمان له بعد المباعدة ومسامرته له وإصغائه إليه أم على جودة شعره أم على مائة بعير من عصافيره أمر له بها .
قال أبو عبيدة قيل لأبي عمرو أفمن مخافته امتدحه وأتاه بعد هربه منه أم لغير ذلك فقال لا لعمر الله ما لمخافته فعل إن كان لامنا من أن يوجه النعمان له جيشا وما كانت عشيرته لتسلمه لأول وهلة ولكنه رغب في عطاياه وعصافيره .
وكان النابغة يأكل ويشرب في آنية الفضة والذهب من عطايا النعمان وأبيه وجده لا يستعمل غير ذلك .
وقيل إن السبب في رجوعه إلى النعمان بعد هربه منه أنه بلغه أنه عليل لا يرجى فأقلقه ذلك ولم يملك الصبر على البعد عنه مع علته وما خافه عليه وأشفق من حدوثه به فصار إليه وألفاه محمولا على سريره ينقل ما بين الغمر وقصور الحيرة .
فقال لعصام بن شهبر حاجبه فيما أخبرنا به اليزيدي عن عمه عبيد الله وابن حبيب عن ابن الأعرابي عن المفضل