ويسبه فإياك أن تساعده على ذلك ولكن أمر ذكره إمرارا لا توافق فيه ولا تخالف وقل ما دخول مثلي أيها الملك بينك وبين جبلة وهو منك وأنت منه .
وإن دعاك إلى الطعام فلا تؤاكله فإن أقسم عليك فأصب منه اليسير إصابة بار قسمه متشرف بمؤاكلته لا أكل جائع سغب ولا تطل محادثته ولا تبدأه بإخبار عن شيء حتى يكون هو السائل لك ولا تطل الإقامة في مجلسه .
فقلت أحسن الله رفدك قد أوصيت واعيا .
ودخل ثم خرج إلي فقال لي ادخل .
فدخلت فسلمت وحييت تحية الملوك .
فجاراني من أمر جبلة ما قاله عصام كأنه كان حاضرا وأجبت بما أمرني ثم أستأذنته في الإنشاد فأذن لي فأنشدته .
ثم دعا بالطعام ففعلت ما أمرني عصام به وبالشراب ففعلت مثل ذلك .
فأمر لي بجائزة سنية وخرجت .
فقال لي عصام بقيت علي واحدة لم أوصك بها قد بلغني أن النابغة الذبياني قدم عليه وإذا قدم فليس لأحد منه حظ سواه فأستأذن حينئذ وانصرف مكرما خير من أن تنصرف مجفوا فأقمت ببابه شهرا .
ثم قدم عليه الفزاريان وكان بينهما وبين النعمان دخلل أي خاصة وكان معهما النابغة قد استجار بهما وسألهما مسألة النعمان أن يرضى عنه .
فضرب عليهما قبة من أدم ولم يشعر بأن النابغة معهما .
ودس النابغة قينة تغنيه بشعره .
( يا دار مَيّةَ بالعَلْياء فالسَّنَدِ ... ) .
فلما سمع الشعر قال أقسم بالله إنه لشعر النابغة وسأل عنه فأخبر أنه مع الفزاريين فكلماه فيه فأمنه .
وقال أبو زيد عمر بن شبة في خبره لما صار معهما إلى النعمان كان يرسل إليهما بطيب وألطاف مع قينة من إمائه فكانا يأمرانها أن تبدأ بالنابغة