( لا يأمَنُ الناسُ مُمْساه ومُصْبَحَهُ ... في كلِّ فَجٍّ وإن لم يَغْزُ يُنْتَظَرُ ) .
ثم قال يا شعبي لعلك شق عليك ما سمعت .
قلت إي والله يا أمير المؤمنين أشد المشقة .
إني أحدثك منذ شهرين لم أفدك إلا أبيات النابغة في الغلام .
قال يا شعبي إنما أعلمتك هذا لأنه بلغني أن اهل العراق يتطاولون على أهل الشام يقولون إن كانوا غلبونا على الدولة فلم يغلبونا على العلم والرواية وأهل الشأم أعلم بعلم أهل العراق من أهل العراق ثم رد علي الأبيات أبيات ليلى حتى حفظتها ولم أزل عنده فكنت أول داخل وآخر خارج .
قال فمكثت كذلك سنتين وجعلني في ألفين من العطاء وعشرين رجلا من ولدي وأهل بيتي في ألفين ألفين فبعثني إلى أخيه عبد العزيز بن مروان بمصر وكتب اليه يا أخي إني قد بعثت اليك الشعبي فأنظر هل رأيت مثله قط ثم أذن لي فأنصرفت .
أخبرني الحسين بن علي قال حدثنا أحمد بن الحارث الخراز عن المدائني وأخبرني ببعضه أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثني عمر بن شبة عن أبي بكر الهذلي قال .
قال حسان بن ثابت قدمت علىالنعمان بن المنذر وقد أمتدحته فأتيت حاجبه عصام بن شهبر فجلست إليه فقال إني لأرى عربيا أفمن الحجاز أنت قلت نعم .
قال فكن قحطانيا .
فقلت فأنا قحطاني .
قال فكن يثربيا .
قلت فأنا يثربي .
قال فكن خزرجيا .
قلت فأنا خزرجي .
قال فكن حسان بن ثابت .
قلت فأنا هو .
قال أجئت بمدحة الملك قلت نعم .
قال فإني أرشدك إذا دخلت إليه فإنه يسألك عن جبلة بن الأيهم