فقام فما أعطاه أحد سيفا حتى دفع إليه حرسي سيفا كليلا فضربه فأبان عنقه وذراعه وأطن ساعده وبعض الغل فقال له سليمان والله ما ضربته بسيفك ولكن بحسبك وجعل يدفع الأسرى إلى الوجوه فيقتلونهم حتى دفع إلى جرير رجلا منهم فدست إليه بنو عبس سيفا قاطعا في قراب أبيض فضربه فأبان رأسه ودفع إلى الفرزدق أسير فدست إليه القيسية سهما كليلا فضرب به الأسير ضربات فلم يصنع شيئا فضحك سليمان وضحك الناس معه .
وقيل إن سليمان لما دفع إليه الأسير دفع إليه سيفا وقال اقتله به فقال لا بل أقتله بسيف مجاشع واخترط سيفه فضربه فلم يغن شيئا فقال سليمان أما والله لقد بقي عليك عارها وشنارها فقال جرير قصيدته التي يهجوه فيها وأولها .
جرير يهجوه وهو يجيب .
( ألا حيِّ ربعَ المنزل المُتقادِمِ ... وما حُلَّ مُذ حلت به أمُّ سالمِ ) منها .
( ألم تشهد الجَوْنَيْن والشِّعب ذا الغَضَى ... وكَرَّات قيسٍ يومَ دَيْر الجماجم ) .
( تُحرِّضُ يا بنَ القيْن قيساً ليجعلوا ... لقومك يوماً مثل يومِ الأراقم )