( وتَعْلُوَ القوائمُ القوائما ... ) .
قال فشتمه زيادة وشتمه هدبة وتسابا طويلا فصاح بهما القوم اركبا لاحملكما الله .
فإنا قوم حجاج وخشوا أن يقع بينهما شر فوعظوهما حتى أمسك كل واحد منهما على ما في نفسه وهدبة أشدهما حنقا لأنه رأى أن زيادة قد ضامه إذ رجز بأخته وهي تسمع قوله ورجز هو بأخته وهي غائبة لا تسمع قوله فمضيا ولم يتحاورا بكلمة حتى قضيا حجهما ورجعا إلى عشيرتيهما .
خبر عمه زفر وسبب غضب قومه .
قال اليزيدي خاصة في خبره .
ثم التقى نفر من بني عامر من رهط هدبة فيهم أبو جبر وهو رئيسهم الذي لا يعصونه وخشرم أبو هدبة وزفر عم هدبة وهو الذي بعث الشر وحجاج بن سلامة وهو أبو ناشب ونفر من بني رقاش رهط زيادة وفيهم زيادة بن زيد وإخواته عبد الرحمن ونفاع وأدرع بواد من أودية حرتهم فكان بينهم كلام فغضب ابن الغسانية وهو أدرع وكان زفر عم هدبة يعزى إلى رجل من بني رقاش فقام له أدرع فرجز به فقال .
( أَدُّوا إلينا زُفَرَا ... نعرفُ منه النَّظَرَا ) .
( وعينَه والأثَرَا ... ) .
قال فغضب رهط هدبة وادعوا حدا على بني رقاش فتداعوا إلى السلطان ثم اصطلحوا على أن يدفع إليهم أدرع فيخلو به نفر منهم فما رأوه عليه أمضوه فلما خلوا به ضربوه الحد ضربا مبرحا فراح بنو رقاش وقد