( دَعا عَبْرتي تجرِي على الجَور والقصد ... ظنُّ نسيماً قارفَ الهمَّ من بعدي ) .
( خلاَ ناظِري من طيفِه بعد شخصِه ... فيا عجبا للدَّهْر فقدٌ على فَقْدِ ) .
غلاما روميا ليس بحسن الوجه وكان قد جعله بابا من أبواب الحيل على الناس فكان يبيعه ويعتمد أن يصيره إلى ملك بعض أهل المروءات ومن ينفق عنده الأدب فإذا حصل في ملكه شبب به وتشوقه ومدح مولاه حتى يهبه له فلم يزل ذلك دأبه حتى مات نسيم فكفي الناس أمره .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال .
كتب البحتري إلى أبي محمد بن علي القمي يستهديه نبيذا فبعث إليه نبيذا مع غلام له أمرد فجمشه البحتري فغضب الغلام غضبا شديدا دل البحتري على أنه سيخبر مولاه بما جرى فكتب إليه .
( أبا جعفرٍ كان تَجْمِيشُنا ... غلامَك إحدى الهَنات الدَّنِيّهْ ) .
( بعثتَ إلينا بشمس المُدامِ ... تضيء لنا مع شمس البُرِيّهْ ) .
( فليت الهديّة كان الرّسول ... وليتَ الرسولَ إلينا الهَدِيّهْ ) .
فبعث إليه محمد بن علي الغلام هدية فانقطع البحتري عنه بعد ذلك مدة خجلا مما جرى فكتب إليه محمد بن علي .
( هجرتَ كأنّ البِرّ أعقب حِشمَةً ... ولم أرَ وَصْلاً قبل ذا أعقب الهَجْرا ) .
فقال فيه قصيدته التي أولها