وهجاه بقصيدة أخرى أولها .
( قِصَّةُ النّيلِ فاسمعوهَا عُجابَه ... ) .
فجمع إلى هجائه إياه هجاء أبي ثوابة وبلغ ذلك أبي فبعث إليه بألف درهم وثياب ودابة بسرجها ولجامها فرده إليه وقال قد أسلفتكم إساءة لا يجوز معها قبول رفدكم فكتب إليه أبي أما الإساءة فمغفورة وأما المعذرة فمشكورة والحسنات يذهبن السيئات وما يأسو جراحك مثل يدك .
ولقد رددت إليك ما رددته علي وأضعفته فإن تلافيت ما فرط منك أثبنا وشكرنا وإن لم تفعل احتملنا وصبرنا .
فقبل ما بعث به وكتب إليه كلامك والله أحسن من شعري وقد أسلفتني ما أخجلني وحملتني ما اثقلني وسيأتيك ثنائي .
ثم غدا إليه بقصيدة أولها .
( ضَلالٌ لها ماذا أرادت إلى الصّد ... ) .
وقال فيه بعد ذلك .
( برقٌ أضاء العقيقَ من ضَرَمِه ... ) .
وقال فيه أيضا .
( دانٍ دعا داعي الصَّبا فأجابَهْ ) .
قال ولم يزل أبي يصله بعد ذلك ويتابع بره لديه حتى افترقا .
شعره في نسيم غلامه .
أخبرني جحظة قال .
كان نسيم غلام البحتري الذي يقول فيه