قيدا فجعلت إحدى حلقتيه في رجله والأخرى في رجلها وغفلت الوليدة عن ترقب النعمان لأن الوقت الذي يجيء فيه لم يكن قرب بعد وأقبل النعمان حينئذ ولم يطل في مكثه كما كان يفعل فدخل إلى المتجردة فوجدها مع المنخل قد قيدت رجلها ورجله بالقيد فأخذه النعمان فدفعه إلى عكب صاحب سجنه ليعذبه وعكب رجل من لخم فعذبه حتى قتله .
وقال المنخل قبل أن يموت هذه الأبيات وبعث بها إلى ابنيه .
( ألا مَن مبلغ الحُرّين عنّي ... بأن القوم قد قتلوا أُبيا ) .
( وإن لم تثأروا لي من عِكَبٍّ ... فلا أَرويتما أبداً صَدِيّا ) .
( يُطوّف بي عِكبٌّ في معدٍّ ... ويطعن بالصُّملّة في قَفَيّا ) .
قال ابن حبيب وزعم ابن الجصاص أن عمرو بن هند هو قاتل المنخل والقول الأول أصح .
وهذه القصيدة التي منها الغناء يقولها في المتجردة وأولها قوله .
( إن كنتِ عاذلتي فسيري ... نحوَ العراق ولا تَحورِي ) .
( لا تسألي عن جُلّ ما ... لي واذكري كرَمي وخِيري ) .
( وإذا الرياح تناوحَتْ ... بجوانب البيت الكسير ) .
( ألفيتِني هشّ النديِّ ... بِمرّ قدِحي أو شجيري ) .
الشجير القدح الذي لم يصلح حسنا ويقال بل هو القدح العارية