( عدلتُ بها مَيْلَ النَّوَار فأصبحتْ ... مُقارِبةً لي بعد طول بعادِ ) .
( وليست وإنْ أَنبأتُ أنِّي أحِبُّها ... إلى دَارِمِّيات النِّجار جيادِ ) .
وقال أبو عبيدة حدثني أعين بن لبطة قال تزوج الفرزدق مضارة للنوار امرأة يقال لها رهيمة بنت غنيم بن درهم من اليرابيع قوم من النمر بن قاسط في بني الحارث بن عباد وأمها الحميضة من بني الحارث فنافرته الحميضة فاستعدت عليه فأنكرها الفرزدق وقال أنا منها بريء وطلق ابنتها وقال .
( إنّ الحميضة كانت لي ولابنتِها ... مثلَ الهَرَاسةِ بين النَّعل والقَدَمِ ) .
( إذا أتتْ أهلَها منِّي مُطَلَّقةً ... فلن أَرُدَّ عليها زَفْرَةَ النَّدمِ ) .
مضى الحديث ولم أجد لأحد من الخلفاء الذين ذكرتهم والذين لم أذكرهم بعد الواثق صنعة يعتد بها إلا المعتضد فإنه صنع صنعة متقنة عجيبة أبرت على صنعة سائر الخلفاء سوى الواثق وفضل فيها أكثر أهل الزمان الذي نشأ فيه وإنما ذكرت صنعة من بينهما لأنها قد رويت فأما حقيقة الغناء الجيد فليس بينهما مثلهما وذكر عبيد الله بن عبد الله بن طاهر صنعة المعتضد فقرظها وقال لم أجد لحنا قديما قد جمع من النغم ما جمعه لحن ابن محرز في شعر مسافر بن أبي عمرو وهو .
( يا مَنْ لِقَلْبٍ مُقْصِرٍ ... تَرك المُنَى لفواتها ) .
فإنه جمع من النغم العشر ثمانيا ولحن ابن محرز أيضا في شعر كثير .
( توهَّمتُ بالخَيْف رَسْماً مُحِيلاَ ... لِعزَّةَ تَعْرِفُ منه الطُّلُولا ) .
وهو أيضا يجمع ثمانيا من النغم وقد تلطف بعض من له دربة وحذق بهذه الصناعة حتى جمع النغم العشر في هذا الصوت الأخير متوالية وجمعها في صوت آخر غير متوالية وهو في شعر ابن هرمة