وقال ابن سلام فيما أخبرنا به أبو خليفة عنه قال حدثني حاجب بن زيد وأبو الغراف قالا تزوج الفرزدق حدراء بنت زيق بن بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس ابن خالد بن ذي الجدين وهو عبد الله بن عمرو بن الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان على حكم أبيها فاحتكم مائة من الإبل فدخل علىالحجاج فعذله فقال أتزوجتها على حكمها وحكم أبيها مائة بعير وهي نصرانية وجئتنا متعرضا أن نسوقها عنك اخرج ما لك عندنا شيء فقال عنبسة بن سعيد بن العاصي وأراد نفعه أيها الأمير إنها من حواشي إبل الصدقة فأمر بها فوثب عليه جرير فقال .
( يا زِيقُ قد كنتَ من شَيْبَان في حَسَبٍ ... يا زِيقُ وَيْحَكَ مَنْ أَنْكحتَ يا زِيقُ ) .
( أَنْكحتَ وَيْحَكَ قَيْناً باستِه حَمَمٌ ... يا زِيقُ وَيْحَكَ هل بارتْ بكَ السُّوقُ ) .
ثم ذكر باقي القصيدة بمثل رواية دماذ .
قال ابن سلام وأراد الفرزدق أن تحمل فاعتلوا عليه وقالوا ماتت كراهة أن يهتك جرير أعراضهم فقال جرير .
( وأقْسِم ما ماتتْ ولكنّه الْتوَى ... بحدْراءَ قومٌ لم يَرَوْك لها أهلاَ ) .
( رأوا أن صِهْرَ القَيْن عارٌ عليهمُ ... وأن لِبسطامٍ على غالبٍ فضلا ) .
( إذا هي حَلَّتْ مُسْحُلانَ وحاربتْ ... بشَيْبان لاقى القومُ من دونها شُغْلا )