أخبرني عيسى بن الحسين الوراق قال حدثني أحمد بن الهيثم بن فراس قال حدثني العمري عن الهيثم بن عدي قال أنشد عدي بن الرقاع الوليد بن عبد الملك قصيدته التي أولها .
( عرَف الديارَ تَوَهُّماً فاعتادها ... ) .
وعنده كثير وقد كان يبلغه عن عدي أنه يطعن على شعره ويقول هذا شعر حجازي مقرور إذا أصابه قر الشأم جمد وهلك فأنشده إياها حتى أتى على قوله .
( وقصيدةٍ قد بِتُّ أجمع بينها ... حتى أقوِّمَ مَيْلَها وسِنَادَها ) .
فقال له كثير لو كنت مطبوعا أو فصيحا أو عالما لم تأت فيها بميل ولا سناد فتحتاج إلى أن تقومها ثم أنشد .
( نَظَرَ المثقِّف في كُعوب قَنَاته ... حتى يُقِيمَ ثِقافُهُ مُنْآدَها ) .
فقال له كثير لا جرم أن الأيام إذا تطاولت عليها عادت عوجاء ولأن تكون مستقيمة لا تحتاج إلى ثقاف أجود لها ثم أنشد .
( وعلمتُ حتى ما أُسائل واحداً ... عن علم واحدةٍ لكي أزدادَها ) .
فقال كثير كذبت ورب البيت الحرام فليمتحنك أمير المؤمنين بأن يسألك عن صغار الأمور دون كبارها حتى يتبين جهلك وما كنت قط أحمق منك الآن حيث تظن هذا بنفسك فضحك الوليد ومن حضر وقطع بعدي بن الرقاع حتى ما نطق