عليك وإني أعاهد الله ألا يظلني وإياك سقف إلا أن يكون بحضرة أمير المؤمنين وخرج من عندهما وقدم الوليد من باديته فأذن لهما فدخلا وبلغه خبر ابن الرقاع وماجرى بينه وبين ابن سريج فأمر بابن سريج فأخفي في بيت ودعا بعدي فأدخله فأنشده قصيدة امتدحه بها فلما فرغ أومأ إلى بعض الخدم فأمر ابن سريج فغنى في شعر عدي بن الرقاع يمدح الوليد .
( عَرَف الديارَ تَوَهُّماً فاعتادها ... من بعدِ ما شَمِل البِلَى أبلادَها ) .
فطرب عدي وقال لا والله ما سمعت يا أمير المؤمنين بمثل هذا قط ولا ظننت أن يكون مثله طيبا وحسنا ولولا أنه في مجلس أمير المؤمنين لقلت طائف من الجن أيأذن لي أمير المؤمنين أن أقول قال قل قال مثل هذا عند أمير المؤمنين وهو يبعث إلى ابن سريج يتخطى به قبائل العرب فيقال ابن سريج المغني مولى بني نوفل بعث أمير المؤمنين إليه فضحك ثم قال للخادم أخرجه فخرج فلما رآه عدي أطرق خجلا ثم قال المعذرة إلى الله وإليك يا أخي فما ظننت أنك بهذه المنزلة وإنك لحقيق أن تحتمل على كل هفوة وخطيئة فأمر لهم الوليد بمال سوى بينهم فيه ونادمهم يومئذ إلى الليل .
نسبة هذا الصوت المذكور في هذا الخبر وسائر ما مضى في أخبار عدي قبله من الأشعار التي فيها غناء .
صوت .
( عَرَف الديارَ تَوَهُّماً فاعتادها ... من بعدِ ما شَمِل البِلَى أبلادَها ) .
( إلاّ رَوَاكِدَ كلُّهن قد اصطَلى ... حمراءَ أَشْعل أهلُها إيقادَها ) .
عروضه من الكامل الشعر لعدي بن الرقاع والغناء لابن محرز خفيف ثقيل أول بإطلاق الوتر في مجرى البنصر عن إسحاق