المقصورة في الجمعة الثانية فلما قام يزيد على المنبر وثب فقال أين الغادر الكاذب روح بن زنباع فأشاروا إلى مجلسه فأقبل عليه وعلى يزيد ثم قال يا أمير المؤمنين قد بلغني ما قال لك هذا وما نعرف شيئا منه ولا نقر به ولكنا قوم من قحطان يسعنا ما يسعهم ويعجز عنا ما يعجز عنهم فأمسك روح ورجع عن رأيه فقال عدي بن الرقاع في ذلك .
( أضلالُ ليلٍ ساقطٍ أكنافُه ... في الناس أعْذَرُ أم ضلالُ نهارِ ) .
( قَحْطانُ والدُنا الذي نُدْعَى له ... وأبو خُزَيْمةَ خِنْدِفُ بن نِزار ) .
( أنبيع والدَنا الذي نُدْعَى له ... بأبي مَعَاشِرَ غائبٍ مُتوارِي ) .
( تلك التجارةُ لا زَكَاءَ لمثلها ... ذهبٌ يباع بآنُكٍ وإبار ) .
فقال له يزيد غيرت يابن الرقاع قال إن ناتلا والله علي أعزهما سخطا وأنصحهما لي ولعشيرتي قال أبو عبيدة الإبار جمع إبرة .
عدي بن الرقاع وابن سريج في حضرة الوليد .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد بن إسحاق عن أبيه عن جده إبراهيم أن الأحوص وابن سريج قدما المدينة فنزلا في بعض الخانات ليصلحا من شأنهما وقد قدم عدي بن الرقاع وكانت هذه حاله فنزل عليهما فلماكان في بعض الليل أفاضوا في الأحاديث فقال عدي بن الرقاع لابن سريج والله لخروجنا كان إلى أمير المؤمنين أجدى علينا من المقام معك يا مولى بن نوفل قال وكيف ذلك قال لأنك توشك أن تلهينا فتشغلنا عما قصدنا له فقال له ابن سريج أو قلة شكر أيضا فغضب عدي وقال إنك لتمن علينا أن نزلنا