كان عدي بن الرقاع ينزل بالشام وكانت له بنت تقول الشعر فأتاه ناس من الشعراء ليماتنوه وكان غائبا فسمعت بنته وهي صغيرة لم تبلغ دور وعيدهم فخرجت إليهم وأنشأت تقول .
( تجمّعتُمُ من كل أوْبٍ وبَلْدةٍ ... على واحدٍ لا زلتُم قِرْنَ واحِدِ ) .
فأفحمتهم .
عدي بن الرقاع شاعر المطية .
وقال عبد الله بن مسلم وما ينفرد به ويقدم فيه وصف المطية فإنه كان من أوصف الشعراء لها .
حدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثنا محمد بن عباد بن موسى قال كنت عند أبي عمرو أعرض أو يعرض عليه رجل بحضرتي من شعر عدي ابن الرقاع وقرأت أو قرأ هذه الأبيات .
( لولا الحياءُ وأنّ رأسيَ قد عَسَا ... فيه المشِيبُ لزُرْتُ أمَّ القاسمِ ) .
( وكأنها وَسْطَ النساء أعارَها ... عينيه أَحْورُ من جآذِرِ جاسِم ) .
( وَسْنانُ أَقْصدَه النُّعاسُ فَرَنَّقتْ ... في عِينه سِنَةٌ وليس بنائم ) .
فقال أبو عمرو أحسن والله فقال رجل كان يحضر مجلسه أعرابي كأنه مدني أما والله لو رأيته مشبوحا بين أربعة وقضبان الدفلى تأخذه لكنت أشد له استحسانا يعني إذا كان يغنى به على العود .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني عبد الله بن أبي سعد عن علي بن المغيرة قال