فما كرهت لي من مراجعته والصلابة له ومن ورائي المستعتب من أمير المؤمنين فقال إبراهيم هو رجل عربي حديد غلق وخشيت إن جاذبته شيئا ألا يرجع عنه وأن يمضي عليه ويلج فيه وهو مالك للأمر وله فيه سلطان فأردت أن تخرج قبل أن يلج ويظهر منه ما لا يرجع عنه فيمضى عليه ويلج فيه فتنتظر لتصادف منه طيب نفس فتكلمه ونرفدك عنده فقال نصيب .
( يَوْمانِ يومٌ لِرُزَيْقٍ فَسْلُ ... ويومُه الآخرُ سَمْحٌ فَضْلُ ) .
أنا جعلت فداءك فاعل ذلك فإذا رأيت القول فأشر إلي حتى أكلمه قال ودخل إليه نصيب عشيات كل ذلك يشير إليه ابن مطيع ألا يكلمه حتى صادف عشية من العشيات منه طيب نفس فأشار إليه أن كلمه فكلمه نصيب فأصاب مختله بكلامه ثم قال إني قد قلت شعرا فاسمعه أيها الأمير وأجزه ثم قال .
( أهاجَ البُكَا رَبْعٌ بأَسْفَلِ ذي السِّدْرِ ... عَفَاهُ اختِلافُ العَصْرِ بعدَك والقَطْرِ ) .
( نَعمْ فَثَنانِي الوجدُ فاشتقتُ لِلّذي ... ذكرت وليس الشوقُ إلا معَ الذِّكرِ ) .
( حَلفتُ بِربّ المُوضِعِين لِربِّهمْ ... وحُرمةِ ما بينَ المَقَامِ إلى الحِجْرِ ) .
( لئن حاجتي يوماً قَضَيتَ ورِشْتَنِي ... بِنَفْحة عُرْف من يَديْكَ أبا بِشْرِ ) .
( لَتَعْتَرِفَنَّ الدَّهرَ مِنِّي مودَّةً ... ونُصْحاً على نُصْح وشُكْراً على شُكرِ )