( خرجتُ والوطءُ خَفِيٌّ كما ... ينسابُ من مَكْمَنه الأرقمُ ) .
فاستملح الواثق الشعر واللحن فصنع في نحوه .
( قالت إذا الليلُ دَجَا فأْتِنا ... فجئتُها حين دجا الليلُ ) .
( خَفِيَّ وطءِ الرِّجلِ من حارسٍ ... ولو درَى حلَّ بيَ الويل ) .
ولحنه فيه من الرمل وصنع فيه الناس ألحانا بعده منها لعريب خفيف رمل ومنها ثقيل أول لا أعلم لمن هو وسمعت ذكاء ومحمد بن إبراهيم قريضا يغنيانه وذكرا أنهما أخذاه عن أحمد بن أبي العلاء ولا أدري لمن هو .
حدثني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق قال حدثني أبي قال سرت إلى سر من رأى بعد قدومي من الحج فدخلت إلى الواثق فقال بأي شيء أطرفتني من أحاديث الأعراب وأشعارهم فقلت يا أمير المؤمنين جلس إلي فتى من الأعراب في بعض المنازل فحادثني فرأيت منه أحلى ما رأيت من الفتيان منظرا وحديثا وأدبا فاستنشدته فأنشدني .
( سقَى العَلَمَ الفَرْدَ الذي في ظِلاله ... غزالان مكحولان مؤتلِفان ) .
( إذا أمِنَا التفّا بجِيدَيْ تَواصُلٍ ... وطَرْفاهما للرَّيْب مُسترِقان ) .
( أرغْتُهما خَتْلاً فلم أستطعهما ... ورمياً ففاتاني وقد قتلاني ) .
ثم تنفس تنفسا ظننت أنه قد قطع حيازيمه فقلت مالك بأبي أنت