وأخبرني يحيى بن محمد الصولي قال حدثني أحمد بن محمد بن إسحاق قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال دخلت يوما دار الواثق بغير إذن إلى موضع أمر أن أدخله إذا كان جالسا فسمعت صوت عود من بيت وترنما لم أسمع أحسن منه قط فأطلع خادم رأسه ثم رده وصاح بي فدخلت فإذا الواثق فقال أي شيء سمعت فقلت الطلاق لازم لي وكل مملوك لي حر لقد سمعت ما لم أسمع مثله قط حسنا فضحك فقال وما هو إنما هذه فضلة أدب وعلم مدحه الأوائل واشتهاه أصحاب رسول الله ورحمهم والتابعون بعدهم وكثر في حرم الله ومهاجر رسول الله أتحب أن تسمعه مني قلت إي والذي شرفني بخطابك وجميل رأيك فقال يا غلام هات العود وأعط إسحاق رطلا فدفع الرطل إلي وضرب وغنى في شعر لأبي العتاهية بلحن صنعه فيه .
( أضحتْ قبورهُم من بعد عِزِّهمُ ... تَسْفِي عليها الصَّبا والحَرْجَف السَّمَلُ ) .
( لا يَدْفَعون هَوَاماً عن وجوههمُ ... كأنهمْ خَشَبٌ بالقاع مُنْجَدِلُ ) .
فشربت الرطل ثم قمت فدعوت له فأجلسني وقال أتشتهي أن تسمعه