عليهم فانصرف منهم أكثر من سبعين رجلا فلما رأى ذلك بنو صخر وبنو جرول قالوا والله إنا لنظلم قومنا إن قاتلناهم وانصرفوا وتخاذل القوم فلما رأى ذلك الأشهب بن رميلة قال ويلكم أفي ضربة من عصا لم تصنع شيئا تسفكون دماءكم والله ما به من بأس فأعطوا قومكم حقهم فقال حجناء ورباب والله لننصرفن فلنلحقن بغيركم ولا نعطي ما بأيدينا فجعل الأشهب ابن رميلة يقول ويلكم أتخربون دار قومكم في ضربة عصا لم تبلغ شيئا فلم يزل بهم حتى جاؤوا برباب فدفعوه إلى بني قطن وأخذوا منهم أبا بدال وهو المضروب فمات في تلك الليلة في أيديهم فكتموه وأرسلوا إلى عباد بن مسعود ومالك بن ربعي ومالك بن عوف والقعقاع بن معبد فعرضوا عليهم الدية فقالوا وما الدية وصاحبنا حي قالوا فإن صاحبكم ليس بحي فأمسكوا وقالوا ننظر ثم جاؤوا إلى رباب فقالوا أوصنا بما بدا لك قال دعوني أصلي قالوا صل فصلى ركعتين ثم قال أما والله إني إلى ربي لذو حاجة وما منعني أن أزيد في صلاتي إلا أن تروا أن ذلك فرق من الموت فليضربني منكم رجل شديد الساعد حديد السيف فدفعوه إلى أبي خزيمة بن نسير المكني بأبي بدال فضرب عنقه فدفنوه وذلك في الفتنة بعد مقتل عثمان بن عفان فقال الأشهب يرثي أخاه ويلوم نفسه في دفعه إليهم لتسكن الحرب .
( أَعَيْنَيَّ قَلَّتْ عَبْرةٌ من أخيكما ... بأن تسهرَا ليلَ التَّمام وتَجْزَعا ) .
( وباكيةٍ تَبْكي الرَّبابَ وقائلٍ ... جَزَى اللهُ خيراً ما أعفَّ وأمْنَعا )