أحتمل مزاحك مرة وأما اليوم فإني بالعراق وهم قوم سوء فإياك فقالت سأكف حتى أرحل .
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا سليمان بن أيوب قال حدثنا المدائني عن مسلمة بن محارب قال قالت حميدة بنت النعمان لزوجها روح بن زنباع وكان أسود ضخما كيف تسود وفيك ثلاث خصال أنت من جذام وأنت جبان وأنت غيور فقال أما جذام فأنا في أرومتها وبحسب الرجل أن يكون في أرومة قومه وأما الجبن فإنما لي نفس واحدة ولو كان لي نفسان لجدت بإحداهما وأما الغيرة فهو أمر لا أحب أن أشارك فيه وإن المرء لحقيق بالغيرة على المرأة مثلك الحمقاء الورهاء لا يأمن أن تأتي بولدمن غيره فتقذفه في حجره ثم ذكر باقي خبرها مثل ما تقدم وقال فيه فخلف بعده عليها الفيض بن محمد عم يوسف بن عمر فكان يشرب ويلطمها ويقيء في حجرها فقالت .
( سُمِّيتَ فَيْضا وما شيءٌ تَفيض به ... إلا سُلاحَكَ بين الباب والدار ) .
قال المدائني وتمثل فيض يوما بهذا البيت .
( إن كنتِ ساقيةً يوماً على كَرَمٍ ... صَفْوَ المدامةِ فاسقِيها بني قَطَنِ ) .
ثم تحرك فضرط فقالت واسق هذه أيضا بني قطن .
وهذا الصوت أعني .
( أَقْوَى مِن آلِ ظُلَيْمةَ الحَزْمُ ... )