إليه إن أبت أن تبرأ منه فاقتلها فأبت فحفر لها حفيرة وأقيمت فيها فقتلت فقال عمر بن أبي ربيعة في ذلك .
( إنّ من أعجبِ العجائب عندي ... قتل بيضاءَ حُرَّةٍ عُطْبولِ ) .
( قُتِلتْ حُرَّةٌ على غير جُرْمٍ ... إنّ للهِ دَرَّها من قَتيل ) .
( كُتب القتلُ والقتالُ علينا ... وعلى الغانياتِ جَرُّ الذيول ) .
رجع الحديث إلى رواية عمر بن شبة .
قال أبو زيد وحدثني ابن عائشة عن أبيه بهذا الخبر ونحوه وزاد فيه أن الحارث لما تزوجها قالت فيه .
( نكَحتُ المدِينيَّ إذ جاءني ... فيا لكِ من نَكْحةٍ غاويهْ ) .
وذكر الأبيات المتقدمة وقال عمر بن شبة فيه وتزوجها روح بن زنباع فنظر إليها يوما تنظر إلى قومه جذام وقد اجتمعوا عنده فلامها فقالت وهل أرى إلا جذام فوالله ما أحب الحلال منهم فكيف بالحرام وقالت تهجوه .
( بكى الخَزُّ من رَوْحٍ وأنكر جلدَه ... وعَجَّتْ عَجيجاً من جُذامَ المطارفُ ) .
( وقال العَبَا قد كنتُ حيناً لباسَكم ... وأكسيةٌ كُرْدِيَّةٌ وقَطائفُ ) .
فقال روح .
( إن تَبْكِ منّا تَبْكِ ممن يُهِينُها ... وإن تَهْوَكم تهوَ اللِّئامَ المقَارِفَا ) .
وقال روح .
( أَثْنِي عليَّ بما علمتِ فإنَّني ... مُثْنٍ عليكِ لبئس حَشوُ المِنْطَق )