أمسى فانصرفت ووعدته الرجوع إليه من غد فلم ترجع وشاع خبره فلم ترسل إليه رسولا فكتب هذه الأبيات في رقعة ودفعها إلى بريكة وسألها أن توصلها إليها ورحل متوجها إلى معاوية والأبيات .
صوت .
( بنفسيَ مَنْ قلبي له الدَّهرَ ذاكرُ ... ومَنْ هو عنِّي مُعرِضُ القلبِ صابرُ ) .
( ومَنْ حُبُّه يزداد عنديَ جِدَّةً ... وحبِّي لديه مُخْلَقُ العهدِ داثرُ ) .
غنت في هذين البيتين ضنين جارية خاقان بن حامد خفيف رمل قالوا .
يزيد يرق لحاله .
ثم ارتحل إلى معاوية فدخل إلى يزيد فشكا ما به إليه وامتدحه فرق له وقال سل ما شئت إن شئت أن أكتب إلى زوجها فأحتم عليه أن يطلقها فعلت قال لا أريد ذلك ولكن أحب أن أقيم بحيث تقيم من البلاد أتعرف أخبارها وأقنع بذلك من غير أن يهدر دمي قال لو سألت هذا من غير أن ترحل إلينا فيه لما وجب أن تمنعه فأقم حيث شئت وأخذ كتاب أبيه له بأن يقيم حيث شاء وأحب ولا يعترض عليه أحد وأزال ما كان كتب به في إهدار دمه فقدم إلى بلده وبلغ الفزاريين خبره وإلمامه بلبنى فكاتبوه في ذلك وعاتبوه فقال للرسول قل للفتى يعني أخا الجارية التي تزوجها يا أخي ما غررتك من نفسي ولقد أعلمتك أني مشغول عن كل أحد وقد جعلت أمر أختك إليك فأمض فيه من حكمك ما رأيت فتكرم الفتى عن أن يفرق بينهما فمكثت في حباله مدة ثم ماتت .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني سليمان بن عياش السعدي عن أبيه قال