( وللحائم العطشان رِيٌّ بريقها ... وللمَرِح المختال خمر ومُسْكِر ) .
قال وكانت زوجة أبي درة هذه سوداء كأنها خنفساء .
مرض قيس .
قال وعاد إلى قومه بعد رؤيته إياها وقد أنكر نفسه وأسف ولحقه أمر عظيم فأنكروه وسألوه عن حاله فلم يخبرهم ومرض مرضا شديدا أشرف منه على الموت فدخل إليه أبوه ورجال قومه فكلموه وعاتبوه وناشدوه الله فقال ويحكم أتروني أمرضت نفسي أو وجدت لها سلوة بعد اليأس فاخترت الهم والبلاء أو لي في ذلك صنع هذا ما اختاره لي أبواي وقتلاني به فجعل أبوه يبكي ويدعو له بالفرج والسلوة فقال قيس .
( لقد عذَّبتَني يا حبَّ لُبْنَى ... فقَعْ إمّا بموتٍ أو حياةِ ) .
( فإنّ الموت أَرْوحُ من حياةٍ ... تدوم على التباعد والشَّتات ) .
( وقال الأقربون تَعَزَّ عنها ... فقلت لهم إذاً حانت وفاتي ) .
قال ودست إليه لبنى بعد خروجه رسولا وقالت له استنشده فإن سألك عن نسبتك فانتسب له خزاعيا فإذا أنشدك فقل له لم تزوجت بعدها حتى أجابت إلى أن تتزوج بعدك واحفظ ما يقول لك حتى ترده علي فأتاه الرسول فسلم وانتسب خزاعيا وذكر أنه من أهل الشَام واستنشده فأنشده قوله .
( فأقْسِم ما عُمْشُ العيونِ شوارِفٌ ... روائمُ بَوٍّ حانياتٌ على شَقْبِ ) .
وقد مضت هذه الأبيات فقال له الرجل فلم تزوجت بعدها فأخبره الخبر وحلف له أن عينه ما اكتحلت بالمرأة التي تزوجها وأنه لو رآها في نسوة ما عرفها وأنه ما مد يده إليها ولا كلمها ولا كشف لها عن ثوب فقال له الرجل فإني جار لها وإنها من الوجد بك على حال قد تمنى زوجها معها أن تكون بقربها لتصلح حالها بك فحملني إليها ماشئت أؤده إليها قال