( بعشر تحيَّاتٍ إذا الشمسُ أَشْرقتْ ... وعشرٍ إذا اصفرَّتْ وحان رجوعُها ) .
( ولو أبلغتْها جارةٌ قوليَ اسلَمِي ... بكتْ جَزَعاً ارفَضَّ منها دموعُها ) .
( وبانَ الذي تُخْفِي من الوجد في الحَشَى ... إذا جاءها عنِّي حديث يَرُوعُها ) .
غنى في البيتين الأولين علويه خفيف رمل بالوسطى قال وقضى الناس حجهم وانصرفوا فمرض قيس في طريقه مرضا شديدا أشفى منه على الموت فلم يأته رسولها عائدا لأن قومها رأوه وعلموا به فقال .
( ألُبْنَى لقد جَلَّتْ عليكِ مصيبتي ... غَدَاةَ غدٍ إذ حلَّ ما أتوقَّعُ ) .
( تُمنِّينَنِي نَيْلاً وتَلْوِبنَني به ... فنفسي شوقاً كلَّ يوم تَقَطَّع ) .
( وقلبكِ قَطُّ ما يَليِن لما يَرى ... فواكبدي قد طال هذا التضرُّع ) .
( ألومُكِ في شأني وأنتِ مُلِيمةٌ ... لعَمْرِي وأَجْفَى للمحبِّ وأقطع ) .
( أخُبّرتِ أنّي فيكِ مَيّتُ حَسْرتي ... فما فاض من عينيكِ للوَجْد مَدْمَع ) .
( ولكن لعَمْرِي قد بكيتُكِ جاهداً ... وإن كان دائي كلُّه منك أجمع ) .
( صَبِيحةَ جاء العائداتُ يَعُدْنَنِي ... فظَلَّتْ عليَّ العائداتُ تَفَجَّع ) .
( فقائلةٌ جئنا إليه وقد قضَى ... وقائلةٌ لا بل تركْناه يَنْزِع ) .
وروى القحذمي هاهنا .
( فما غَشِيتْ عينيكِ من ذاك عَبْرةٌ ... وعيني على ما بي بِذكْراكِ تدمَع ) .
( إذا أنتِ لم تَبْكِي عليّ جِنازةً ... لديكِ فلا تبكي غداً حين أُرفَع ) .
قال فبلغتها الأبيات فجزعت جزعا شديدا وبكت بكاء كثيرا ثم خرجت إليه ليلا على موعد فاعتذرت وقالت إنما أبقي عليك وأخشى أن تقتل فأنا أتحاماك لذلك ولولا هذا لما افترقنا وودعته وانصرفت .
وقال خالد بن كلثوم فبلغه أن أهلها قالوا لها إنه عليل لما به وإنه سيموت في سفره هذا فقالت لهم لتدفعهم عن نفسها ما أراه إلا كاذبا فيما يدعي ومتعللا لا عليلا فبلغه ذلك فقال