قال فأقاموا معه حتى لقيها فقالت له يا هذا إنك متعرض لنفسك وفاضحي فقال لها .
( صدَعْتِ القلبَ ثم ذرَرْتِ فيه ... هواكِ فلِيمَ فالتأم الفُطورُ ) .
( تَغَلْغَلَ حيثُ لم يبلُغ شَرابٌ ... ولا حزنٌ ولم يبلغ سرور ) .
وقال القحذمي حدثني أبو الوردان قال حدثني أبي قال أنشدت أبا السائب المخزومي قول قيس .
( صدعتِ القلبَ ثم ذررتِ فيه ... هواكِ فليم فالتأم الفطور ) .
فصاح بجارية له سندية تسمى زبدة فقال أي زبدة عجلي فقالت أنا أعجن فقال ويحك تعالي ودعي العجين فجاءت فقال لي أنشد بيتي قيس فأعدتهما فقال لها يا زبدة أحسن قيس وإلا فأنت حرة ارجعي الآن إلى عجينك أدركيه لا يبرد .
قالوا وجعل قيس يعاتب نفسه في طاعته أباه في طلاقه لبنى ويقول فألا رحلت بها عن بلده فلم أر ما يفعل ولم يرني فكان إذا فقدني أقلع عما يفعله وإذا فقدته لم أتحرج من فعله وما كان علي لو اعتزلته وأقمت في حيها أو في بعض بوادي العرب أو عصيته فلم أطعه هذه جنايتي على نفسي فلا لوم على أحد وهأنذا ميت مما فعلته فمن يرد روحي إلي وهل لي سبيل إلى لبنى بعد الطلاق وكلما قرع نفسه وأنبها بلون من التقريع والتأنيب بكى أحر بكاء وألصق خده بالأرض ووضعه على آثارها ثم قال .
صوت .
( وَيْلِي وعَوْلِي ومالي حين تُفلِتُني ... من بعد ما أحرزتْ كفّي بها الظَّفَرا ) .
( قد قال قلبي لطَرْفي وهو يعذُله ... هذا جزاؤك منّي فاكدِمُ الحجرا )