( إن أهلَ الحِصاب قد تركوني ... مُوَزَعاً مُولَعاً بأهل الحِصاب ) .
( كم بذاك الحَجُونِ من حَيِّ صِدْقٍ ... وكهول أَعِفَّةٍ وشَباب ) .
( سكَنوا الجِزْعَ جِزْعَ بيت أبي موسى ... إلى النخل من صُفِيِّ السِّباب ) .
( فارَقوني وقد علمتُ يقيناً ... ما لمن ذاق مِيتةً من إياب ) .
( فَلِيَ الويلُ بعدَهم وعليهم ... صرتُ فرداً وملَّني أصحابي ) .
عروضه من الخفيف الشؤون الشعب التي يتداخل بعضها في بعض من عظام الرأس واحدها شأن مهموزا والجزع منعطف الوادي وصفي السباب جمع صفاة وهي الحجارة ولقبت صفي السباب لأن قوما من قريش ومواليهم كانوا يخرجون إليها بالعشيات يتشاتمون ويذكرون المعايب والمثالب التي يرمون بهافسميت تلك الحجارة صفي السباب .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري عن علي بن محمد النوفلي عن أبيه قال يقال صفا السباب وصفي السباب بفتح الفاء وكسرها جميعا وهو شعب من شعاب مكة فيها صفا أي صخر مطروح وكانت قريش تخرج فتقف على ذلك الموضع فيفتخرون ثم يتشاتمون وذلك في الجاهلية فلا يفترقون إلا عن قتال ثم صار ذلك في صدر من الإسلام أيضا حتى نشأ سديف مولى عتبة بن أبي سديف وشبيب مولى بني أمية فكان هذا يخرج في موالي بني هاشم وهذا في موالي بني أمية فيفتخرون ثم يتشاتمون ثم يتجالدون بالسيوف وكان يقال لهم السديفية والشبيبية وكان أهل مكة مقتسمين بينهما في العصبية ثم درس ذلك فصارت العصبية بمكة بين الجزارين والحناطين فهي بينهم إلى اليوم وكذلك بالمدينة في القمار وغيره .
الشعر لكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي وقيل بل هو