كان عراك بن مالك وأبو بكر بن حزم وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة يتجالسون بالمدينة زمانا ثم إن ابن حزم ولي إمرتها وولي عراك القضاء وكانا يمران بعبيد الله فلا يسلمان عليه ولا يقفان وكان ضريرا فأخبر بذلك فأنشأ يقول .
( ألا أبلغا عنِّي عِراكَ بنَ مالك ... ولا تَدَعا أن تَثْنيا بأبي بكر ) .
( فقد جعلتْ تَبْدو شَوَاكِلُ منكما ... كأنّكما بي مُوقَرَان من الصَّخْر ) .
( وطاوعتُما بي داعِكاً ذا مَعَاكةٍ ... لعَمْرِي لقد أَزْرَى وما مثله يُزْرِي ) .
( ولولا اتِّقائي ثم بقُيْايَ فيكما ... للمُتكُما لوماً أحرَّ من الجمر ) .
صوت .
( فَمَسَّا تُرابَ الأرض منها خُلِقتُما ... ومنها المَعَادُ والمَصِيرُ إلى الحَشْرِ ) .
( ولا تأنَفا أن تسألا وتسلِّما ... فما خشي الإنسانُ شرًّا من الكِبْر ) .
( فلو شئتُ أن ألفِي عدوًّا وطاعنا ... لأَلْفَيْتُه أو قال عنديَ في السرِّ ) .
( فإن أنا لم آمُرْ ولم أَنْهَ عنكما ... ضحكتُ له حتى يَلِجَّ ويَسْتَشْرِي ) .
عروضه من الطويل غني في .
( فمَسّا ترابَ الأرض منها خُلِقتُما ... ) .
والذي بعده لحن من الثقيل الأول بالبنصر من رواية عمرو بن بانة