فأعجبته نفسه ورآه ينظر في أعطافه فقيل له لقد أصبحت اليوم تائها فقال وما يمنعني من ذلك وقد أخذت عن أبي عباد معبد أحد عشر صوتا منها .
( هريرةَ ودِّعها وإن لام لائم ... ) .
وأبو عباد مغني أهل المدينة وإمامهم .
قال وكان معبد يقول والله لقد صنعت صوتا لا يقدر أن يغنيه شبعان ممتلئ ولا يقدر متكئ على أن يغنيه حتى يجثو ولا قائم حتى يقعد قيل وما هو يا أبا عباد قال إسحاق فأخبرني بذاك محمد بن سلام الجمحي أنه بلغه أن معبدا قاله وأخبرني بهذا الخبر اسماعيل بن يونس الشيعي قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى قال قال معبد والله لأغنين صوتا لا يغنيه مهموم ولا شبعان ولا حامل حمل ثم غنى .
( ولقد قلتُ والضميرُ ... كثيرُ البلابِلِ ) .
( ليت شعري تَمَنّياً ... والمُنَى غيرُ طائل ) .
( هل رسولٌ مبلِّغ ... فيُؤَدِّي رسائلي ) .
لحن معبد هذا خفيف ثقيل بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق ويونس وفيه ثقيل أول ينسب إليه أيضا ويقال إنه لأهل مكة .
ومنها الصوت المسمى بالمنمنم .
صوت .
( هَاجَ ذا القلبَ من تَذَكُّر جُمْلٍ ... ما يَهيج المتيَّمَ المحزونا ) .
( إذ تراءتْ على البَلاَطِ فلمّا ... واجهتْنا كالشمس تُعْشِي العيونا ) .
( ليلةَ السبت إذ نظرتُ إليها ... نظرةً زادت الفؤادَ جنونا )