خلفا وإن ظهر علينا أتيته فقال ما أكره ذلك فقال أبو سفيان يا معشر قريش هذا الأعشى والله لئن أتى محمدا واتبعه ليضرمن عليكم نيران العرب بشعره فاجمعوا له مائة من الإبل ففعلوا فأخذها وانطلق إلى بلده فلما كان بقاع منفوحة رمى به بعيره فقتله .
الفتيان يتنادمون على قبره بمنفوحة .
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى قال حدثنا محمد بن إدريس بن سليمان بن أبي حفصة قال قبر الأعشى بمنفوحة وأنا رأيته فإذا أراد الفتيان أن يشربوا خرجوا إلى قبره فشربوا عنده وصبوا عنده فضلات الأقداح .
أخبرني أبو الحسن الأسدي قال حدثنا علي بن سليمان النوفلي قال حدثنا أبي قال أتيت اليمامة واليا عليها فمررت بمنفوحة وهي منزل الأعشى التي يقول فيها .
( بشَطِّ منفوحةَ فالحاجرِ ... ) .
فقلت أهذه قرية الأعشى قالوا نعم فقلت أين منزله قالوا ذاك وأشاروا إليه قلت فأين قبره قالوا بفناء بيته فعدلت إليه بالجيش فانتهيت إلى قبره فإذا هو رطب فقلت ما لي أراه رطبا فقالوا إن الفتيان ينادمونه فيجعلون قبره مجلس رجل منهم فإذا صار إليه القدح صبوه عليه لقوله أرجع إلى اليمامة فأشبع من الأطيبين الزنا والخمر .
وأخبرنا الحسن بن علي قال حدثنا هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال حدثنا الأطروش بن إسحاق بن إبراهيم عن أبيه أن ابن عائشة غنى يوما .
( هُرَيْرَةَ ودّعها وإن لام لائمُ ... )