الحقوق فأقبل الأعشى من بعض أسفاره يريد منزله باليمامة فنزل الماء الذي به المحلق فقراه أهل الماء فأحسنوا قراه فأقبلت عمة المحلق فقالت يابن أخي هذا الأعشى قد نزل بمائنا وقد قراه أهل الماء والعرب تزعم أنه لم يمدح قوما إلا رفعهم ولم يهج قوما إلا وضعهم فانظر ما أقول لك واحتل في زق من خمر من عند بعض التجار فأرسل إليه بهذه الناقة والزق وبردي أبيك فوالله لئن اعتلج الكبد والسنام والخمر في جوفه ونظر إلى عطفيه في البردين ليقولن فيك شعرا يرفعك به قال ما أملك غير هذه الناقة وأنا أتوقع رسلها فأقبل يدخل ويخرج ويهم ولا يفعل فكلما دخل على عمته حضته حتى دخل عليها فقال فقد ارتحل الرجل ومضى قالت الآن والله أحسن ما كان القرى تتبعه ذلك مع غلام أبيك مولى له أسود شيخ فحيثما لحقه أخبره عنك أنك كنت غائبا عن الماء عند نزوله إياه وأنك لما وردت الماء فعلمت أنه كان به كرهت أن يفوتك قراه فإن هذا أحسن لموقعه عنده فلم تزل تحضه حتى أتى بعض التجار فكلمه أن يقرضه ثمن زق خمر وأتاه بمن يضمن ذلك عنه فأعطاه فوجه بالناقة والخمر والبردين مع مولى أبيه فخرج يتبعه فكلما مر بماء قيل ارتحل أمس عنه حتى صار إلى منزل الأعشى بمنفوحة اليمامة فوجد عنده عدة من الفتيان قد غداهم بغير لحم وصب لهم فضيخا فهم يشربون منه إذ قرع الباب فقال انظروا